فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت مؤسسة "سيناء" لحقوق الإنسان، عن دور رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني في "اتحاد القبائل العربية" الذي تم تشكيله مؤخرا في سيناء، خاصة بعد هبوط طائرة مصرية حكومية كان يستقلها العرجاني إلى سيناء.
قالت المؤسسة، إنها حصولت على فيديو يظهر وجود إبراهيم العرجاني برفقة نجله داخل معسكر الجورة، وتظهر في الخلفية الطائرة الحكومية المصرية التي استقلها، كما يظهر في المقطع أيضا عدد من السيارات تحمل أرقام السيارات نفسها التي ظهرت في موكب العرجاني خارج المعسكر، وتظهر أيضا سيارة تحمل شعار القوات متعددة الجنسيات وشخص يرتدي زياً عسكرياً يحمل نفس الشعار.
وتضيف المؤسسة، أن مجموعات من القوات الحدودية الخاصة ظهرت في الفيديو الموثق، حيث يعمل معسكر الجورة كموقع عمليات لأنشطة القوة الدولية متعددة الجنسيات التي تؤدي مهمة التأكد من التزام مصر والاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ بنود الملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد.
وذكرت، أنه منذ 42 عاماً، وبعد إنشاء معسكر الجورة الدولي، لم يسجل هبوط أي طائرة عبر مطار المعسكر تحمل شخصية مصرية غير عسكرية باستثناء طائرة العرجاني.
ويقتصر دور المطار الملحق بقاعدة الجورة، وفق المؤسسة، على استقبال طائرات تحمل دعما لوجيستيا للقوات الدولية أو عسكريين ذوي صلة بالتنسيق المشترك بين مصر والاحتلال الإسرائيلي حول معاهدة كامب ديفد.
وقالت المؤسسة إنه وفقًا لمصادر محلية؛ استقبل العرجاني، داخل القاعدة استقبالا رسميا من قيادة معسكر الجورة، وهذا الاستقبال لا يحدث حتى حال وصول ملحق عسكري لدولة ما، وعقب خروج إبراهيم العرجاني من القاعدة، غادرت الطائرة نحو مطار العريش الذي يبعد عن معسكر الجورة حوالي 30 كم.
وتؤكد المؤسسة، أنه في اليوم التالي 2 مايو/أيار، الساعة الواحدة ظهرا، عادت الطائرة نفسها من مطار العريش إلى مطار الجورة، حيث انتظرت داخل المطار مدة ثلاث ساعات و45 دقيقة، ليستقلها العرجاني في حدود الساعة 4:45 مساء وتقلع نحو قاعدة ألماظة الجوية في القاهرة.
وأشارت إلى أن مطار العريش كان نقطة هبوط طائرات الوزراء المصريين في شمال سيناء خلال السنوات الأخيرة بمن فيهم رئيس الوزراء، كما أن الوفود الدولية التي زارت شمال سيناء لمتابعة حركة المساعدات الإنسانية في معبر رفح هبطت طائراتها في مطار العريش الدولي بما فيها الوفود الدبلوماسية.
من هو إبراهيم العرجاني؟
ينحدر إبراهيم العرجاني من مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء والذي أُطلق سراحه عام 2010 بعد احتجازه نحو عامين إثر اشتباكات نشبت عام 2008 بين مجموعات من الشرطة وأبناء القبائل في سيناء.
يُعرّفه الإعلام المصري بأنه رجل أعمال ومؤسس شركة "أبناء سيناء" في مدينة العريش شمالي سيناء، ورئيس "اتحاد القبائل العربية"، المُنشأ مؤخرًا برعاية شرفية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ومؤخرا، تحولت شركته إلى "مجموعة العرجاني" التي تضم تحتها عدة شركات تعمل في مجالات الإنشاءات والعقارات والتجارة والنقل والسياحة، ومن بينها شركة "هلا للسياحة" التي اشتهرت مؤخرًا على مدار الأشهر الماضية منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، وحققت أرباحا تقارب 90 مليون دولار خلال بضعة أسابيع، نظير فرضها رسوما تصل إلى خمسة آلاف دولار للفرد الواحد على سكان غزة الراغبين في الدخول إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي.
وفي وقت سابق، أثار تعيين إبراهيم العرجاني، رئيسا لاتحاد القبائل العربية في سيناء، وموكبه "الضخم" من أساطيلَ من السيارات الفارهة، تفاعلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعن مدى استفادته من حرب الإبادة في قطاع غزة.
وجاء في بيان للاتحاد نقلته صحيفة المصري اليوم أن اتحاد القبائل العربية يهدف إلى "خلق إطار شعبي وطني يضم أبناء القبائل العربية لتوحيد الصف وإدماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد، دعما لثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، إلى جانب السعي الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع جميع القبائل العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعما للرئيس عبدالفتاح السيسي".
ونشرت صحيفة "التايمز" تقريرا في وقت سابق،، حول الشركة التي تتولى نقل الغزيين من غزة إلى مصر، وتحصد الملايين منهم، وقالت، إن شركة "هلا للاستشارات والخدمات السياحية" التي يديرها إبراهيم العرجاني، ربما حققت ربحا بنحو 90 مليون دولار في مدى أسابيع، من خلال الغزيين الراغبين بشدة لمغادرة غزة بواقع 5,000 دولار عن كل شخص.
في الوقت نفسه، فالشركة المتهمة بعلاقات قوية في الماضي مع الدولة، حققت تجارة جيدة من خلال إدخال مئات الغزيين يوميا إلى مصر.
وبحسب التقارير، تتقاضى شركة "هلا" التي تحتكر عملية العبور عبر معبر رفح 5,000 دولار عن كل بالغ و2,500 دولار عن كل طفل تحت السادسة عشرة. وحسب تحليل قامت به "التايمز" لقائمة العبور اليومية، وجد أن الشركة ربما حققت نحو 90 مليون دولار من بداية آذار/ مارس لقاء إجلاء أكثر من 20,000 شخص.
وتأسست شركة "هلا" في عام 2019 لتقديم خدمات السفر السريع (في أي بي) من غزة إلى مصر، وبسعر 350- 1.200 دولار، وبحسب الموسم.
وتشير التقديرات إلى أن "شركة هلا" حققت خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تلك العمليات نحو 118 مليون دولار، ما لا يقل عن 58 مليون دولار منها في شهر نيسان أبريل وحده (من خلال تحليل قائمة المسافرين التي نشرتها الشركة والتي شملت حوالي 10136 بالغاً و2910 أطفال).
وأورد التقرير أن المتوسط اليومي لما جنته "هلا" مما يسمى بقائمة "التنسيق" في نيسان/أبريل بلغ مليوني دولار، ما يمثل نحو ضعف المبلغ الذي كانت تجنيه يوميا في الشهر السابق. ما يعني أنه إذا استمر متوسط الأرباح على حاله بالنسبة للشركة، فقد تجني أكثر من نصف مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري.